الجمعة، 9 مايو 2014


إثراء المحتوى العربي، مهمّة جادة، ومطلب نبيل أثار الاهتمام كثيرا مؤخرا سواء من الأفراد أو المؤسسات، حتى صرنا نرى بوادر مشاريع عربية راقية في الإنترنت، خلفها شباب طموح بذلوا ولا زالوا يبذلون المزيد من الجهود لتحسينها أداء ومظهرا، ومن بين المشاريع التي استوقفتني مؤخرا وجعلتني أقرر الكتابة عنها منصّة موضوع.كوم.
موضوع.كوم منصّة إلكترونية تجمع في ثناياتها مقالات من مختلف الفنون والعلوم المعرفية لإفادة القارئ الباحث عن معلومة معينة في مجال معين، إذ يتم إدخال المعلومات من قبل مستخدميها بمبدأ الكل يربح، فالمحتوى من القارئ وموجّه للقارئ كذلك، بعد مروره بعملية تدقيق ومراجعة من إدارة الموقع، لينشر بعد المصادقة.
تقنيا أعتبر موضوع.كوم عصري مستجيب لمتطلبات المرحلة التي يمرّ بها الويب عموما، فقد عمد أصحابه على تقديمه ببساطة تيسّر استخدامه وتتفادى كل ما من شأنه أن يضع المستخدم في حيرة من أمره، فالأقسام واضحة المعالم، وطريقة التسجيل سهلة في المتناول، كل هذا بفضل الأيقونات البارزة الموجّهة.
أما عن طريقة استخدام موضوع.كوم فالموقع يستقبل المقالات من أي شخص كان، شرط أن تكون أصلية أو محالة لمصدرها الأصلي، مع إمكانية الإبلاغ عن مقالة منسوخة دون ذكر مصدرها، أو ما يكون مخالفا للأخلاق والقوانين، ففي الأخير هناك هدف يجب تحقيقة بتمكين الكتّاب من نشر إبداعاتهم في منصّة شهيرة قوية، وإتاحة الفرصة للقارئ بمحتوى جاد وقيّم ومفيد.
فنيا يقدّم موضوع.كوم انطباعا حسنا لزائره، ففيه نلمس جهدا في هذا الإطار، لا من ناحية الألوان، وكذا القالب المتميز، مع ذلك لا يمنع أن ننقد في موضوع.كوم عدم استعماله للخطوط الجديدة الجذابة، والتي انتشرت كثيرا مؤخرا في الكثير من مشاريع الويب العربية المرموقة، حتى في ترتيب المواضيع وإخراجها فنيا أرجو أن أرى هناك إبداعا أفضل يمنح أريحية أكبر للمستخدم.
دائما في سياق الشكل الفني لـ موضوع.كوم لا يمكن أن أغفل الحديث عن الشعار (اللوغو) المستخدم، فشخصيا أراه جميلا، إلا أنه لا يشكل خصوصية للمشروع بحجمه وطموحاته، وأرجو أن يكون تحسينه من آفاق إدارة موضوع.كوم، لتكتمل مقومات النجاح فيه، ويأخذ حجما ووزنا يليق بمقامه بين أفضل المشاريع العربية الملهمة على الويب.
وبما أن موضوع.كوم موقع من القارئ وللقارئ العربي فإني أتقدم بمقترح لإدارته علّه يكون دفعة للمزيد من الانتشار والتأثير إيجابيا في مستخدميه، وذلك بإضافة ما يفتح شهية الكتّاب ليسهموا بكتاباتهم فيه، سواء بالمزيد من التسويق والدعاية، وكذا بإبرام شراكات مع مشاريع مماثلة في الهدف ومتحدة في المنحى، والعمل على مسابقات وتحفيزات تجلب الأقلام الجادة التي تكتب بعمق وتركيز، وينقصها المرافقة والتشجيع والتقدير، كما يمكن أضافة ما يمكن به ترشيح المقالات وتقييمها ليرتقي منها المفيد وينزل آليا ما يكون غير ذلك.
رسالتي لك أخي القارئ باللغة العربية أن تعمل على تكوين نفسك في مجالك بانتهاجك المطالعة الموجّهة المركزة، مع القراءة في غير المجال للاستزادة وإيجاد الروابط والصلات بين تخصصاتك وغيرها من التخصصات، عملا بقاعدة 80% مطالعة في مجال الاهتمام، و20% في مجالات أخرى لك إليها ميولات وحاجات، بهذا ستضيف الكثير لقدراتك الذهنية في الربط والتحليل، وستجد الكثير من الحلول والإجابات لن تجدها خارج مجال القراءة الجادة.
أخيرا أهنئ إدارة موضوع.كوم على أدائهم وأؤكّد على أهدافهم وقيَمهم التنافسية التي تسعى إلى ترقية المحتوى العربي لمرتبة العالمية، وبالتالي ترقية حسّ القراءة والمطالعة لدى القارئ العربي، فلنتعاون جميعا كل من جهته على هذا المطلب النبيل، فإن نتائجه ليست لنا في الوقت الحالي، إنما هي خدمة جليلة للأجيال اللاحقة.[divider]


Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم

0 التعليقات:

إرسال تعليق